نفت شركة Google الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي يوم ١١ أيلول/ سبتمبر الماضي، حول تعرض ٥ مليون حساب من حسابات بريد جيميل للقرصنة، ونشر معلومات حساسة شملت أكبر عدد من أصحابها المشتركين في خدمات جوجل، بما فيها إسم المستخدم وكلمة السر وعنوان البريد الإلكتروني، مما أوقع مستخدمي جوجل بحيرة من أمرهم بين مطرقة الخبر المثير للقلق وسندان نفيه، وتوفّر مواقع تسمح للمستخدمين التأكد من سلامة اشتراكهم مثل موقع isleaked.com.
في الحقيقة هذه الخطوة علينا مراعاتها أثناء شرائنا للأجهزة الإلكترونية المستعملة، ولهذا الغرض وفرت علينا بعض مواقع الإعلانات المجانية أهمية الإطلاع على الجهاز المستعمل وبشكل خاص الكمبيوتر والهواتف الذكية. الأمر الذي قد يسبب لنا بعض المشاكل في حال وجود فيروس أو خلل.
وبكافة الأحوال جاء إعلان آخر من طرف جوجل ليثلج صدور المستخدمين ويعيد الطمانينة المفقودة لهم، حول قيام تعاون مثمر بينها وبين شركة Dropbox التي تقدم خدمات في مجال الحوسبة السحابية. إضافة إلىOpen Technology Fund، وهي مؤسسة أمريكية تستخدم الصناديق العمومية لدعم مشاريع تتعلق بتوفير الإنترنت الحر.وتمخض التعاون عن إنشاء منظمة للأمن المعلوماتي أطلق عليها إسم Simply Secure تسعى إلى جمع خبراء الأمن الرقمي وباحثين في مجالي التصميم والتفاعل بين المستخدم والبرمجيات، بهدف استنباط حلول للمشاكل التي تعترض الأدوات الأمنية المتاحة حالياً. هذا وستعمل المنظمة الجديدة مع مجتمع من المساهمين في البرمجيات مفتوحة المصدر على تطوير أدوات جديدة الغاية منها تسهيل اختيار البرمجيات الأمنية المناسبة من المستخدمين الذين يفتقرون إلى الخبرات الكافية في المجالات التقنية.
بهذا الشكل يتحدد دور المنظمة الجديدة في استقدام جهات مختلفة وتوجيهها للعمل على بلوغ هدف واحد هو جعل أدوات الأمان والخصوصية أكثر إتاحة للاستخدام. وفي هذا السياق اعتبرت مديرة المشروع "سارة سينكلاير برودي" أن هذا التوجه الشفاف الذي يعتمد على مجموعة من المساهمين هو ظاهرة جديدة تجمع بين نموذج المصدر المفتوح وبين التركيز على التصميم التفاعلي. من جهتها عبرت جوجل عن حماسها لفكرة الوصول إلى مستقبل لا يعود الناس فيه مضطرين للاختيار ما بين أحد أمرين، السهولة والأمان. حيث تتوفر لهم أدوات تؤمن لهم اتصالاتهم وملفاتهم ونشاطاتهم على الإنترنت برياحية.
كما حرصت دروب بوكس على اعتبار أن تقديم تجربة استخدام ممتعة تتضمن حماية بنايات المستخدمين، يتوافق تماماً مع قيمها الأساسية، وهذا ما يجعلها متحمسة للانضمام الى منظمة سيمبلي سيكيور. ويجدر القول أن توجه الشركات نحو تعزيز أدوات الاتصال وخدمات الآمن ازداد بشكل ملحوظ بعد تكرار عمليات اختراق المعلومات الناتج عن الاستخدام المتزايد لشبكة الإنترنت على الأجهزة الشخصية، وبلغ أوجه على أثر انطلاق فضيحة تسريبات وكالة الأمن القومي الأمريكية بخصوص التجسس على نشاطات المستخدمين على الإنترنت.
